رواية الثلاثة يحبونها الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شاهندة
من خلال موقع زوايا سبورت تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية الثلاثة يحبونها الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شاهندة ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة
رواية الثلاثة يحبونها الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شاهندة
رواية الثلاثة يحبونها البارت الثاني والعشرون
رواية الثلاثة يحبونها الجزء الثاني والعشرون
رواية الثلاثة يحبونها الحلقة الثانية والعشرون
كان يحيى ينظر بحنان إلى هاشم القابع في أحضان رحمة نائما بعمق، ليتخيل أن هذا هو طفله منها هي ويمتلئ قلبه بالعشق لكليهما، فهما دنياه وإسعادهما هو الشئ الذي يعيش من أجله، ليتمنى من كل قلبه لو رزقه الله طفلا آخر، منها هي، لتكتمل سعادته.
قرأتها على ملامحه الشفافة وشعرت بكيانها كله يرتعش حزنا، لتنهض وتضع هاشم في سريره وهي تقبله بحنان، سقطت من عينيها دمعة على وجنة الصبي مسحتها برقة، لمحها يحيى ليإن قلبه وجعا، وينهض بدوره متجها إليها ليقف أمامها تماما يشعر بالحيرة لمرأى تلك الدمعة، أطرقت برأسها في ألم، فمد يحيى يده ورفع ذقنها إليه ليرى عيونها، تلك العيون الدخانية الرائعة و التي لا يرى الآن لونهما المختفى حول بحيرة راكضة من الدموع، سكنت عيونها وأبت أن تجرى على وجنتيها، سألها يحيى بقلب واجف قائلا:.
ليه الدموع دى يارحمة؟
سالت تلك الدموع على وجنتيها بالفعل، كنهرين جاريين، لتهرب من أمامه، تاركة إياه وسط خوف تملكه من سبب بكائها، ليتبعها حتى حجرتهما ويدلفها خلفها، وجدها مستلقية على السرير، تخفى وجهها فيه، يهتز جسدها بضعف ليسرع إليها ويجذبها، يأخذها بين أحضانه يضمها بقوة وهو يقول بلهفة تمتزج بالقلق:.
طمنينى عليكى يارحمة، عشان خاطرى، متسيبينيش بالشكل ده، دماغى بتودى وتجيب، وقلبى بيترعب من السبب اللى مخليكى بتعيطى بالشكل ده.
ضمته بدورها بقوة قائلة بمرارة:
ضمنى كمان يايحيى، حسسني إنك مش ممكن تسيبنى، وإنك هتفضل جنبى طول العمر، طمني إن مفيش حاجة ممكن تفرقنا عن بعض.
ضمها إليه بشدة، يود لو أسكنها ضلوعه، يتساءل بحيرة عن سبب خوفها من الفراق وهو يؤكد لها في كل لحظة عشقه الأبدي، لتخرج هي من أحضانه، وتضم وجهه بين يديها قائلة بهمس مرير:
إنت أغلى حاجة في دنيتى يايحيى، إنت حبيبى وجوزى وكل ما لية، بس تعرف أكتر حاجة الست ممكن تتمناها لما تتجوز حبيبها هي إيه؟
تأمل المرارة على وجهها ليدرك قلبه مابها، ويتألم فقط لألمها الذي عبرت عنه في حروفها وهي تقول:.
أكتر حاجة الست بتتمناها هي طفل يكون جزء منها ومن حبيبها، حتة منه زي هاشم بالظبط، بس للأسف الأمنية دى مستحيلة بالنسبة لى، تعرف ليه؟
لم ينطق بحرف بينما إستطردت هي بألم قائلة:
لإنى مبخلفش يايحيى،
لتترك يديها تسقط بجوارها وهي تردد بمرارة:
مبخلفش.
رفع يده إليها يمسك يديها بين يديه على الفور، قائلا بحنان:.
وهاشم ده إيه؟ها، مش إبنى، حتة منى، قلبك ده مبيحسش إنه كمان حتة منك، يبقى ليه نضايق وربنا أكرمنا بيه، هاشم إبنى وإبنك يارحمة، إبننا.
نظرت إليه بعيون غشيتها الدموع وهي تقول:
يعنى إنت مش زعلان إنى مبخلفش يايحيى؟
نظر إليها يحيى قائلا بحنان:.
أنا كفاية علية إنتى يارحمة، الأطفال ده رزق من عند ربنا زي ما الحب رزق، وأي نعمة ربنا يديهالى، أنا راضى بيها، وهشكره دايما عليها، ربنا رزقنى حبك ورزقنى هاشم، مش معقول أكون طماع ومشوفش النعم اللى إديهالى وأبص بس للى ناقصنى.
سالت دموعها وهي تقول بعشق:
إنت مفيش منك يايحيى.
مد يده يمسح دموعها بيديه قائلا بعشق:
أنا بحبك، بحبك وبس يارحمة.
نظرت إليه نظرة طويلة حملت إليه كل مشاعرها ليبادلها نظرتها بنظرة مماثلة، ليقتربا سويا في قبلة حملت مشاعرهم، قبلة سحبت أنفاسهم كلية، أذابتهم، ليبتعد يحيى عن شفاه رحمة لثوان تاركا لها الفرصة لكي تستعيد أنفاسها ليجتاحها مجددا بقبلاته التي بادلته إياها بعشق، لتمر أيدى كل منهما على جسد الآخر وكأنهما يتأكدان من أنهما موجودان بين ذراعي بعضهما البعض، وبلمساتهما يثيران في كل منهما مشاعر عاتية، وكأنهما يؤكدان على قوة المشاعر التي تجمعهما، تحاول رحمة أن تقاوم تلك المشاعر التي تكاد أن تفجر قلبها من قوتها، حتى فتح يحيى سحاب فستانها ليسقط الفستان أرضا وتسقط معه آخر ذرة مقاومة لديها.
عقدت بشرى حاجبيها بشدة وهي تقول:
يعنى هي كانت شغالة مع مراد وبعدين سابت الشغل من سنتين، ومحدش عرف عنها حاجة لحد ما جت من فترة بسيطة وقعدت عند صاحبتها من تانى، صح؟
قال مجدى:.
أيوة يابشرى، دى كل حاجة قدرت أعرفها عنها، البواب قال إنها جت عاشت مع صاحبتها فترة وإنها بتشتغل في شركة الشناوي لغاية فجأة ماإختفت ورجعت ظهرت من كام يوم، ولما سألت في شركة الشناوي قالولى إنها كانت سكرتيرة مراد وفجأة سابت الشغل ومراد عين واحدة تانية بدالها.
أطرقت بشرى برأسها تفكر، ليطول صمتها ويقول مجدى في قلق:
بشرى، روحتى فين، ألووو؟
إنتبهت بشرى من أفكارها لتعدل وضع سماعة هاتفها وهي تقول:.
معاك يامجدى، بس بفكر شوية، طب قوللى، صاحبتها دى ساكنة فين؟
أملاها مجدى العنوان لتتذكر أنه نفس العنوان الذي حمله هاتف مراد في آخر رسالة نصية وصلته قبل الحادث لتعقد حاجبيها بشدة وهي تقول بهمس:
كدة الموضوع ميطمنش خالص.
قال مجدى بحيرة:
موضوع إيه اللى ميطمنش؟
إنتبهت بشرى له مجددا لتقول:
ها، لا، مفيش حاجة، سلام دلوقتى يامجدى وهكلمك بعدين.
إنتفضت على صوت مراد وهو يقول:
مجدى ده مين يابشرى؟
شعرت بالإضطراب والخوف وهي تلتفت إليه تتساءل إلى أي مدى إستمع إلى محادثتها، لتطمأنها ملامحه الهادئة وتقول بإهتمام مصطنع:
إنت إيه بس اللى قومك من السرير، إنت لسة تعبان والدكتور قال إن لازملك راحة عشان تتعافى من الحادثة.
قال مراد بهدوء:
أنا بقيت كويس، مقلتليش، مجدى ده يبقى مين؟
قالت بشرى بإرتباك:
ده، ده يبقى صاحب البيوتى سنتر اللى بروحله دايما، كنت عاملة حجز هناك ولما مروحتش إتصل بية.
عقد مراد حاجبيه قائلا:
وهو متعود يتصل بالعملا اللى عنده كلهم.
إبتلعت بشرى ريقها وهي تقول:
لأ طبعا مش كلهم، العملا الدايمين بس.
زفر مراد وهو يجلس على مقعد قائلا:
طيب، روحى شوفيلى الدكتور يابشرى، أنا زهقت من المستشفى دى وعايز أمشى من هنا حالا،
قالت بشرى:
متأكد يا مراد؟
قال مراد بضيق:
طبعا متأكد، ما إنتى عارفة إنى مبحبش المستشفيات، ومبطيقش اقعد فيها، ده غير إن ورايا مشوار مينفعش يتأجل.
عقدت حاجبيها قائلة:.
مشوار إيه ده بس دلوقتى؟
نظر إليها مراد قائلا في برود:
بيزنس والعميل هيسافر ولازم ألحقه،
قالت بشرى:
إنت بتهزر يامراد؟، تخرج من المستشفى على ميتنج، ما تخلي يحيى يحضره، ولا هو لازق للهانم بتاعته ومش قادر يسيبها؟
قال مراد بصرامة:
بشرى، بقولك إيه بلاش شغل الأطفال ده، الميتنج محدش يعرف تفاصيله غيرى، ويحيي كان هيكنسل المشروع كله، عشان وضعي بس أنا اللى أصريت أكمله للآخر، وهروح الميتنج بنفسي.
قالت بشرى بنبرات تملؤها الشك:
طيب آجى معاك؟
قال مراد بضيق:
هتيجى معايا فين بس، انا هجتمع مع الراجل لوحدنا، آخدك بقى معايا وأقوله سورى، معلش جايب مراتى معايا، عشان أنا طفل صغير ومش هعرف آجى لوحدى؟
قالت بشرى في برود:
لأ ميصحش طبعا، عموما براحتك، عايز تروح لوحدك روح، أنا مش همنعك، بس كلم يحيى وقوله، عشان ميطلعش فية أنا علشان سيبتك تروح لوحدك.
نظر إليها مراد في سخرية قائلا:.
كل اللى يهمك رأي يحيى عنك، حاضر يابشرى هكلمه، روحى انتى بقى هاتيلى الدكتور خلينى أمشى من المكان ده.
زفرت بضيق وهي تقول:
حاضر، حاضر.
لتبتعد مغادرة في خطوات غاضبة يتابعها مراد بعينيه قائلا بحزن:
مفيش فايدة.
ليشرد بخياله في هذا العمل الذي لابد وأن يقوم به، حتى يصحح خطأه مع التي سرقت قلبه دون أن يدرى وتركته هائما في عشقها، تائها دونها، يبحث عن مرفأها، ولن يرتاح، حتى يجده.
كانت رحمة، تستند برأسها على صدر يحيى العاري، تمرر يدها صعودا وهبوطا عليه، بينما هو مستسلم تماما للمساتها يمرر يده بين خصلات شعرها الناعمة، لتتوقف رحمة بيدها عند قلبه متسارع الدقات، تستكين يدها عليه، لتقول بهمس:
قلبك ده قلبى على فكرة، دقاته هي دقاتى، لما بسمعها بطمن أوي يايحيى.
أمسك بيدها يسحبها إليه لتصبح مشرفة عليه، تتأمل عيونه العسلية وهو يرفع يديه يمررها على وجنتها بحنان قبل ان ينظر إلى عينيها قائلا:.
وعيونك دول مرايتى السحرية، دايما لما ببص فيهم بشوف نفسى فرحان، وبحس إن الدنيا كلها فرحانة معايا، حتى لما كنت بغضب أو أضايق، كنت أبص جوة عيونك أشوف صورتى، أحس إنى جزء منك، جوة تكوينك، برتاح، برتاح أوي يارحمة وأنا حاسس بكدة، وزي ما هم مرايتى واللى بشوف فيهم نفسى جواكى، وزي ما بيسعدونى، كمان بيعرفونى كل أسرارك، عيونك شفافة بتعكس روحك، بتوصلى كل مشاعر وكل حاجة ممكن تكونى مخبياها عنى، عيونك دول حبايبى.
كاد قلبها الآن ان ينفجر عشقا لهذا الرجل، لتبتسم بعشق قائلة:
وإنت حبيبهم يايحيى.
إقترب يحيى بوجهه منها يكاد ان يلثم شفتيها الكرزيتين، لتبتعد قائلة بمشاكسة:
بس قوللى عيونى بس اللى حبايبك.
ليعدل وضعها في ثوانى وتصبح هي بالأسفل وهو مشرف عليها ليقبل عيونها قائلا بهمس:
عيونك حبايبى.
ثم قبل وجنتها هامسا:
وخدودك.
ليقبل شفتيها هامسا بعشق:
وشفايفك.
ثم قبل عنقها قبلات بطيئة قائلا بنبرات أصبحت ثقيلة من رغبته بها و التي أطاحت بعقله:
أنا بحبك كلك على بعضك يارحمة.
لتمد يدها ترفع وجهه بيديها تقرب شفتيها من شفتيه تقبله هي وقد بلغ عشقها له أبعد الحدود، ليبادلها قبلاتها ثم يقود هو علاقتهما فرحا بمشاعرها التي ظهرت في كل لمساتها وهمساتها التي قالت له، أحبك، أعشقك ياتوأم الروح.
قال مراد بحزم:
كان لازم أمشى من المستشفى يايحيى، كان لازم أشوفها وأعتذرلها وأرجعها بيتها.
قال يحيى بقلق:
طب كنت إستنى الليلة دى على الأقل يامراد عشان نكون مطمنين عليك.
زفر مراد قائلا:
قلتلك مكنتش هقدر يايحيى، عموما، أنا مش هتأخر.
تنهد يحيى قائلا:
طب إنت فين دلوقتى؟
نظر مراد إلى تلك البناية القديمة من خلال نافذة تلك السيارة التي أجرها خصيصا لتوصله إلى حبيبته قائلا:.
أنا أدام بيت نهاد، متقلقش يايحيى، هصالحها وهرجع علطول.
قال يحيى:
وبشرى قلتلها إيه؟
قال مراد:
قلتلها إجتماع مهم مينفعش يتأجل، وخليتها تسبقنى على البيت.
قال يحيى بضيق:
إنت برده هتروح على شقة المعادى؟
قال مراد بهدوء:
أيوة يايحيى.
قال يحيى:
يعنى مش ناوى ترجع بيت الشناوي يامراد؟
تنهد مراد قائلا:
إنت عارف إنى لو رجعت، هترجع المشاكل بين بشرى ورحمة، أنا لو علية عايز أرجع من الصبح بس مع شروق مش مع بشرى يايحيى.
قال يحيى بثبات:
طب ما تطلق بشرى يامراد وتعيش مع شروق أدام الكل، مش في الضلمة زي زمان.
زفر مراد قائلا:
كان نفسى يايحيى بس مش هينفع، فيه حاجات كتير تمنعنى أطلق بشرى وإنت عارف، لو كنت إنت مكانى مكنتش هتطلقها، صح؟
صمت يحيى كان إجابة واضحة لكونه على حق فلكي يطلق بشرى يحتاج إلى سبب قوي، حتى لا يلومه أحدا من العائلة أو يغضبون عليه، ليستطرد مراد قائلا:.
أما بالنسبة لشروق فأكيد هتكون علاقتنا في النور، لو مكنش عشان حبى ليها واللى خلانى شفت أد إيه أنا قصرت في حقوقها علية، فعشان خاطر طفلى اللى جاي، بس صدقنى محتاج أفكر كويس أوي عشان أظبط أمورى وأقدر أعمل كده.
قال يحيى بهدوء:
ماشى يامراد، أنا معاك وفى ضهرك، ولو إحتجتنى هتلاقينى جنبك.
إبتسم مراد قائلا:
ده العشم يايحيى، ربنا يخليك لينا.
إبتسم يحيى قائلا:
ويخليكوا لية يامراد.
كان يحيى ينظر في تلك اللحظة لرحمة التي إبتسمت بدورها وهي ترسل له قبلة هوائية إتسعت على أثرها إبتسامته ليعود ويركز في الطريق عندما قال له مراد:
مفيش داعى بقى ترجع البيت يايحيى، مدام خرجت إنت ورحمة وكنتوا جايينلى المستشفى، أقولك، خدها حتة هادية وعشيها عشا رومانسى كدة، شموع وحركات، كفاية بقى الكآبة اللى عاشت فيها اليومين اللى فاتوا دول، غيرلها جو ياكبير.
قال يحيى بمزاح ساخر:.
ماشى ياخفيف، ركز إنت بس في اللى عندك وسيبك منى.
إبتسم مراد قائلا:
مركز، متقلقش، سلام.
أغلق يحيى الهاتف وهو ينظر إلى رحمة قائلا:
إيه رأيك؟ مادام أخويا خرج من المستشفى وإحنا مش رايحين على هناك، ومادام إحنا في العربية وخرجنا خلاص، نروح مكان هادى نتعشى فيه؟
إبتسمت في سعادة وهي تصفق بيدها قائلة:
وهنرقص؟
إبتسم على طفوليتها وهو يومئ برأسه قائلا:
وهنرقص.
لتندفع مقبلة إياه في وجنته ثم قالت في سعادة:
موافقة طبعا.
إبتسم قائلا:
طب ماتدينى بوسة كمان وأنا أوديكى الملاهي يارحمة.
إتسعت عينا رحمة بفرحة قائلة:
بجد؟
تعالت ضحكات يحيى لتنظر إليه رحمة مشدوهة من وسامته الطاغية حين يبتسم فما بالها حين يضحك وتعلو ضحكاته، حينها حقا يذوب قلبها عشقا، توقف عن الضحك وهو ينظر إلي نظراتها المتيمة به مبتسما بحنان وهو يقول:
بحب طفلة بجد،
عقدت حاجبيها لتنفرج أساريرها حين أمسك يدها يقربها من فمه ويقبلها بنعومة، وهو يستطرد قائلا:.
بس أجمل طفلة خلقها ربنا، طفلتى أنا.
لتتمسك بيده التي تمسك بيدها وهي تحمد ربها أن هذا الرجل الرائع هو زوجها هي، ملكها هي، ومالكها.
ترجل مراد من السيارة متجها إلى تلك البناية التي لم يزرها لأعوام مضت، توجس قلبه خيفة من أن ترده خائبا، ولكنه عزم أمره، لن يتوانى عن طلب الغفران ولن يستسلم حتى تغفر له وتسامحه، ليظهر بعينيه التصميم قبل أن يدلف إلي الداخل غافلا عن عيون إتقدت شرارتها، وصاحبتها تنظر إليه من خلال زجاج سيارتها، لتحمل هاتفها وتتصل بهذا الرقم الأخير على سجل مكالماتها قائلة:
زي ما توقعت يامجدى، الباشا راحلها البيت.
قال مجدى:
وده معناه إيه يابشرى؟
قالت في غضب:
اللى أنا شايفاه أدامى ملوش عندى غير معنى واحد، إن مراد بيلعب بديله، ولو إتأكدت من الكلام ده، هيبقى ياويله منى، مش بشرى اللى جوزها يعرف واحدة عليها أبدا، دى تمحيه وتمحيها من على وش الأرض.
قال مجدى بهدوء:
طيب إهدى يابشرى، إنتى فين دلوقتى؟
زفرت بشرى قائلة بحدة:
أدام العنوان اللى إنت إديتهولى.
قال بحزم:
طيب أنا جايلك حالا، إستنينى.
ليغلق الهاتف بينما تعلقت عيون بشرى بتلك البناية تتوعد كل من مراد وتلك الفتاة البسيطة شكلا وملبسا، بنيران ستحرقهما إن تأكدت فقط من خيانة زوجها لها، نعم فقط ستنتظر، لتتأكد.
نظرت شروق إلى نهاد التي تنظر إلى هاتفها الذي رن مجددا بمشاعر مختلطة ظهرت جميعها على وجهها، لتدرك هوية المتصل وتشفق على حاله وحال صديقتها، توقف رنين الهاتف لتقول شروق بحزن:
برده مش هتردى عليه يانهاد.
تجمعت الدموع فجأة في عيني نهاد وهي تقول بأسى:.
أعمل إيه بس؟، أرد عليه وأقوله إيه؟، إنى لسة عند رأيي، إنى مش موافقة أربط حياته بحياة واحدة زيي، تعبت أجرحه وتعبت أشوف خيبة أمله جوة عيونه وصوته، حقيقى تعبت.
لتنساب دموعها على خديها، ربتت شروق على يديها قائلة بحزم:.
هقولك كلامى ده لآخر مرة يانهاد، إنتى اللى تاعبة نفسك ومعذبة قلبك وقلبه على الفاضى بأوهام جوة دماغك إنتى وبس، حبه ليكى واضح وقوى زي حبك تمام، والحب اللى بالشكل ده مفيش عقبة في الدنيا ممكن تقف في طريقه، حبكم هيعدى كل حاجة ممكن تفرقكم، إسمعى كلامى وآمنى بقوة حبكم وإديلوا فرصة، صدقينى مش هتندمى.
رفعت نهاد إليها عيون تملؤها الحيرة وهي تقول:
طب ليه إنتى مآمنتيش بكدة ياشروق، ليه بتتخلى عن مراد؟
قالت شروق بنبرات رغما عنها خرجت متهدجة حزنا:
أنا ومراد وضعنا مختلف زي ما قلتلك، أنا صحيح بحبه بس هو محبنيش، وعشان كدة، حلقة جوازنا كانت ضعيفة وأقل حاجة قابلتنا كسرتها، لو كان بس بيحبنى نص الحب اللى حبتهوله، صدقينى أنا كنت إتحديت الدنيا عشان أفضل معاه.
رن الهاتف مجددا لتنظر إليه نهاد بتردد، لتقول شروق بإستنكار:.
إنتى لسة هتفكرى؟، ردى على التليفون يانهاد، ياهرد أنا وأقوله إنساها يارأفت، نهاد حبها أضعف من حبك، روح دورلك ياابنى على واحدة تستاهلك.
نظرت لها نهاد وقد ظهر التصميم على وجهها، لتمسك هاتفها تجيبه قائلة:
ألوو، أيوة يارأفت، ثوانى وهكون معاك.
لتنهض وهي تضع يدها على سماعة هاتفها تكتمها قائلة بهمس:
أنا قلتلك قبل كدة إنى بحبك ياشروق.
إبتسمت شروق قائلة:
قوليله هو.
قالت نهاد في حيرة:
أقوله إنى بحبك إنتى.
جزت شروق على أسنانها قائلة بغيظ:
إمشى يانهاد من وشى، هتعليلى ضغطى والضغط العالى غلط على الحمل.
لتبتعد نهاد ضاحكة وتدلف إلى الحجرة ولكن قبل أن تغلقها بعثت قبلة هوائية لشروق التي إبتسمت لها ثم ردتها إليها، لتغلق نهاد باب الحجرة في نفس الوقت الذي رن فيه جرس الباب، لتنظر شروق إلى باب الحجرة المغلق ثم تبتسم وهي تنهض لتفتح باب الشقة، لتتسع عينيها بشدة حين رأت زائرهم وأدركت هويته، فعلى الباب وقف من رؤيته قد خطفت أنفاسها يتأملها بنظرة عجزت عن تصديقها، نظرة جعلتها تقف عاجزة عن النطق، يدق قلبها كالطبول بين أضلعها، ليبتسم هو قائلا:.
إيه ياشروق، هتسيبيتى واقف كدة على الباب، مش هتقوليلى إتفضل؟
لتجد صوتها أخيرا وتهمس به قائلة:
مراد…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الثلاثة يحبونها)
في نهاية مقال رواية الثلاثة يحبونها الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شاهندة نختم معكم عبر زوايا سبورت